فعل أصحاب التناوب إن اعتاص علينا معنى من معانيها وأحْزَن؟!.
فلنعط لكل سياق حقه ومستحقه إن تأملته أعطاك مقادته، وإن تناكرته حرمت نفسك فائدته وسددت عليها باب الحظوة به. ويبقى الفعل مع حرفه المتعدي به (دخل على) في التضمين كالطاووس مَن أبطله من النحاة والمفسرين بحجة التعاور والتناوب في الحروف فقد حَصَّ ذَيْله فضاع أجمل ما فيه.
ما تدعون إليه: ما تدعون إلى كشفه ذكره الزمخشري، وقال أبو حيان: دعا يتعدى إلى مفعول به دون حرت جر. قَالَ تَعَالَى:(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وقال: (بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ) ولا تقول: دعوت إلى اللَّه بمعنى دعوت اللَّه إلا بدعوى تضمين، ضمن يدعون معنى يلجؤون، كأنه قيل: فيكشف ما يلجؤون فيه بالدعاء إلى الله.
أقول: يواجه السياق في هذه الآيات الفطرة حين تواجه الهول فيهزها ويوقظها - فتتعرى من كل رُكام، وتتجه في قرارتها إلى بارئها وحده تسأله النجاة (أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤٠) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ) بحرف الإضراب، بل وبتقديم إياه لإفادة الحصر والقصر إنه جواب الفطرة وإن لم ينطق بها اللسان نسيت ما اذعته من الآلهة المزيفة (وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ) إنه