للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع مجيء (لو) كان ذلك كله لإفادة (الحث). فالذي ينطلق للعمل عن طواعية ولمجرد سماعه للموعظة، أرقى درجة، وأسمى مكانة من الذي يعمل بتوجيهٍ من التكليف والأمر والقسر.

فارعَ هذه الحروف حق رعايتها. ولاطفْها ولا تجفُ عنها. وافزع إليها إذا وقعت في إلباس من أقوال بعض المعربين، يجتلِ التضمين عن جوهرها.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ).

قال العز: أي جمعت لوقت، فضمن (وقت) معنى (جمع) لإفادة المعنيين.

وقال مجاهد والزجاج: التوقيت هو تبيين الوقت الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم.

وقال الزمخشري: قرئ (أقتت) ووقتت بالتشديد والتخفيف فيهما، والأصل الواو ومعنى توقيت الرسل: تبيين وقتها الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم.

وذكر القرطبي: أي جمعت لوقتها ليوم القيامة فالمعنى جعل لها وقتا وأجلا للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم. وقيل: أقتت: وعدت وأجلت.

وقيل: أرسلت بضم الهمزة بأوقات معلومة على ما علمه اللَّه وأراد. وعن الحسن: (ووقتت) بواوين وهو (فوعلت) من الوقت أيضا مثل: عوهدت.

<<  <  ج: ص:  >  >>