للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالقضاء تضمن معنى الوحي وإنهاء الخبر إليهم وإعلامهم عما سيفعلونه وهو في علمه سبحانه من مآلهم الذي لم يكشف عنه الستار بعد.

وأنهم كلما عَلَوْا نشروا الفساد في الأرض سلَّط اللَّه عليهم من يُدمرهم، وما دام القضاء بمعنى الوحي، فلم لم تأتِ الآية: وأوحينا إلى بني إسرائيل؟ لو قال: وأوحينا لضاع معنى القضاء والقدر. ولو قال: وقضينا (على) لضاع علينا معنى الوحي والإنباء. فالتضمين جمع المعنيين عن طريق الحرف (إلى) وأعلن عن وجوده بقوتين: قوة القضاء المبتوت من عالم الأزل، وقوة البيان والتبليغ فيما أوحى. فهل تأخذ البشرية اليوم حِذرها منهم مما ينشرون من ألوان الفساد بين العباد في شتى البلاد؟!.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ).

ذكر الآلوسي: والذي هذه صفاته يقضي قضاء ملتبسا بالحق لا بالباطل لاستغنائه عن الظلم، وقوله: لا يقضون بشيء تهكم بآلهتهم من باب المشاكلة وأصله لا يقدرون على شيء.

وقال القرطبي: يقضي: أي يُجازي. فتضمن القضاء معنى الجزاء.

وحكى الزمخشري: قال: لعله تضمن يحكم.

وذكر أبو حيان: لا يقضون بشيء: قَدْحٌ في أصنامهم وتهكم بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>