يتعدى بنفسه (قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ) ولما ضمن معنى الإيحاء تعدى بـ (إلى).
وذكر البروسوي: قضى إليه: أنهاه وأبلغه. أي أعلمناهم وأوحينا وحيا جازما وبيّنا في الكتاب أي التوراة. فإن الإنزال والوحي إلى موسى إنزال ووحي إليهم.
ونقل الجمل عن السمين: قضى يتعدى بنفسه (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا) وإنما تعدى هنا بـ (إلى) لتضمنه معنى أنفذنا وأوحينا أي وأنفذ إليهم بالقضاء المحتوم. أ. هـ. السمين. وقال الجمل: قضى يتعدى بنفسه أو بـ (على) وإنما عداه بـ (إلى) لتضمنه معنى أوحينا ويجوز أن يكون لتفسدن جوابا لقوله (وقضينا) لأنه ضُمِّن معنى القسم ثم قال: المراد بالإيحاء: الإعلام والإخبار بما سيحل بهم، والموحى به محذوف أي بالفساد.
أقول:(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا ... ) في الأفق الساجي مع جو الإسراء اللطيف، وفي تظليل الصورة بالعتمة ... يأتي العروج في مقام العبودية كي لا تلتبس بمقام الألوهية كما فعل النصارى.
رحلة تربط بين عقائد التوحيد من إبراهيم وإسماعيل إلى محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، كما تربط بين المقدسات من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ... قضينا ... ليس قضاءً قهرياً عليهم فاللَّه لا يقضي بالفساد حاشاه وإنما أوحى إلى بني إسرائيل في التوراة خبر ما كان وما سيكون بأنهم سيفسدون في الأرض مرتين وسيسيطرون في الأرض المقدسة،