للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (١).

ذكر العز: ضمن يضل (معنى) (يجني) وقدرها أبو عبيدة باللام: يضل لها أي لنفسه وهواه والضلال: الغي وأضل معناها أغوى.

(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ): لأغوينهم. وقَالَ تَعَالَى: (أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا): أغوى منكم. فإذا تعدى بـ (عَنْ) تضمن معنى (حَرَف وعَدَل) ذكر الدامغاني: الضلال: الاستنزال عن الشيء. قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) أي يستنزلك عن طاعة الله. فهو استنزال مع انحراف وإذا تعدى بـ (في) تضمن معنى: تاه وغاب قَالَ تَعَالَى: (أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ).

أقول: وإذا تعدى بـ (على) تضمن معنى (جنى) كما قال العز أو جرم وأجرم. سر الضلال ومستودعه ستلقاه جناية وجريمة على صاحبه، وعلى هذا يكون المعنى: ومن غوى فإنما تجني غوايته على نفسه، ومن أجرم فإنما تنجرُّ عليه جريمته وتنسحب. (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) إنها التبعة الفردية والناموس الكوني المرتبط بقاعدة الجزاء بالعمل ولا يسأل حميم حميماً

<<  <  ج: ص:  >  >>