للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - طهارةً للمشاعر من التلوّث، وصيانة للأعراض من الشبهات.

٥ - ثم جاء التعبير بالضرب من دون الإدناء والإرخاء والشد والوضع والإلقاء لئلا يقع فيه إلباس، فربما يكون في غُلو الضرب وقسوته وجفاء طبعه ويبوس لفظه ما يصرفنا عن ماء رَسِيله وصِقاله وملاطفته ورِفقه، والسياق كما مر بنا ترفُّع عن الظنون الردية وأنَفَة عن الرضا بالدنية فمتى كانت الخفرات الناعمات المحتشمات يضربن؟!.

وهكذا يشحن التضمين في لفظ (يضربن) الشعور النفسي بشحنة من فقه الواقع الحياتي وفي تناسق فني عجيب ليُمهد الطريق لإزالة كل غَبَش يُلقيه أهل الكفر والنفاق على العيون، أو دنسِ يلوثون به الفطرة البشرية في عالمنا المفتون. ويرتفع بالذوق الجمالي اللائق بالإنسان المكرم فوق كل مثال (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) قالت عائشة رضي اللَّه عنها ما رأيت أفضل من نساء الأنصار وأشد تصديقاً لكتاب اللَّه لما نزلت (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ). فما من امرأة إلا قامت إلى مرطها المرجل فاعتجرت به. فأصبحن وراء رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان.

ارتفع الذوق الجمالي فصارت الحشمة هي الجمال في عالم الحس والخيال.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>