للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصح، ما يستقيم) وهي على تزاحم شؤونها وتعدد أغراضها مما يعين عليه المقام ويفزع إليه وينهض بحاله. أما في التوبة فهي صورةُ التأففِ المكظوم من هؤلاء المتخلفين من أهل المدينة ولا أوجع ولا أمرَّ من قوله إنه يرغب بنفسه عن نفس رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، ولولا تصويره إياها لبقيت خافية علينا.

فهل ترى كالتضمين أوفرَ غِنى وأوسع انتشارا من مَصَارِفه وأنحائه. فلتكن هذه الملاحظ الأنف مرقاةً له لمعرفة كنوزه.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا).

ذكر العز: يلحدون في معنى يكذبون أو يميلون عن الصدق بأنها سحر أو شعر ومثلها (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ) أي يكذبون في اشتقاق أسمائه: العُزى: من العزيز، واللات: من الله.

وذكر الراغب: ألحد السهم الهدف: مال عن قصده.

وقال الزمخشري: ألحد الحافر ولحد: مال عن الاستقامة فحفر في شق فاستعير للانحراف في تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة والاستقامة.

وقال أبو حيان: قال أبو مالك: يميلون عن آياتنا. وقال السدي: يعاندون رسلنا فيما جاؤوا به من البينات والآيات. وقال الجمل: يميلون عن الاستقامة بالطعن والتحريف والتأويل الباطل واللغو. وقال قتادة: يكذبون.

وقال السدي: يعاندون ويشاقون. وقال ابن زيد: يشركون ويكذبون. وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>