للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتفتح عن رصيده المذخور وإيحائه المتجدد. بالتعريض والتلويح، والإيماء دون التصريح، وكيف تصرفت الحال في تضمين الطهارة فإنها تدرأ عنه شناعة دنس الكافرين ورجسِهم.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) (١).

ذكر ابن الشجري: أي أظهركم عليهم. وذكر الجمل: مُظهرا لكم عليهم، فتعدية الفعل بـ (على) لتضمَّنه ما يتعدى به وهو الإظهار والإعلاء، أي أظهركم فصح تعديته بـ (على). وقال القرطبي: أظفركم مُظهرا لكم، فتعدية الفعل بـ (على) لتضمنه ما يتعدى به وهو الإظهار والإعلاء أي جعلكم ذوي غلبة وذكر الآلوسي: قال الزمخشري: الفرق بين الظفر على الشيء والظفر به من حيث الاستعلاء وهو كائن لأن المشركين اصطلحوا وهم مضطرون ورسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه مختارون وفيه دغدغة لا تخفى. أقول: في الآية إشارة إلى الأربعين أو السبعين من المشركين الذين أرادوا أن ينالوا من معسكر المسلمين، فأسروا وسيقوا إلى رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فأخلى سبيلهم وعفا عنهم.

و (ظفر) يتعدى بنفسه وبالباء. نقول: ظفرت الشيءَ وظفرت به: فزت به ونلته. فإذا تعدى بـ (على) فقد تضمن معنى (الغلبة والاستيلاء والاستحواذ

<<  <  ج: ص:  >  >>