قال الزركشي:(قَبِل) مضمن معنى (العفو والصفح)، وقال أبو عبيدة: بتعاقب عن ومن في هذه الآية وقدرها ابن قتيبة: من عباده. وحكى السيوطي: عن بمعنى من بدليل: (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا) وذكر ذلك الموزعي. وقال البيضاوي: عداه بـ (عَنْ) لتضمنه معنى التجاوز. ولتضمَّنه معنى (الأخذ) يُعدى بمن. قبلته منه: أخذته. ولتضمنه معنى الإبانة والتفريق يُعدى بـ (عن). قبلته عنه: أزلته وأبنْته عنه.
وذكر الجمل: والقَبول يُعدى إلى مفعول ثانٍ بمن. وبعن لتضمَّنه معنى الأخذ والإبانة.
وقال الآلوسي: يقبل التوبة بالتجاوز عما تابوا عنه. والقبول يُعدى بعن لتضمَّنه معنى الإبانة. وبمن لتضمَّنه معنى الأخذ كقوله:(وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ). أي تُؤخذ. وقيل: القَبول مضمَّن هنا معنى التجاوز. والكلام على تقدير مضاف أي يقبل التوبة متجاوزا عن ذنوب عباده وهو تكلف. وذكر البروسوي: عُدِّي القبول بـ (عَنْ) لتضمَّنه معنى التجاوز.
وذكر أبو حيان وقبلته عنه: عزلته عنه وأبنته. أي يزيل الرجوع عن المعاصي، وذكر الرازي: قال الكشاف ومعنى قبلته عنه: أخذته وأثبته عنه.