للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ).

(إلى) على بابها معناها الغاية ويكون الجمع في القبور، أو على تضمين (يجمع) معنى (يحشر) ويتعدى بـ (إلى) أو بمعنى (في) أو (مع). ذكر ذلك الزمخشري وأبو حيان، وذكر الرازي: ليجمعنكم في القبور إلى يوم القيامة أو ليضمنكم إلى ذلك اليوم ويجمع بينكم.

وحكى أبو السعود أنه قيل: (إلى) بمعنى (في)، وذكر ذلك الأشموني، والسيوطي، وابن هشام، والمرادي.

أقول: وقد يتضمن معنى ضم في سياق آخر. ففي الحديث: " حتى إذا قضى رسول اللَّه مقالته جمعتها إلى صدري "، وقد يتضمن معنى أنهى أو ألقى أو أتم أو ساق.

وهكذا تبقى (إلى) على أصلها ليست بمعنى (في) أو (مع) وإنما جرى التضمين في الفعل. ويتلوّن المعنى حسب السياق، فيكون بمعنى الحشر والمتعدي بـ (إلى) (فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا)، أو الضم كما جاء في الحديث، أو السوق أو غير ذلك. ولعل الحشر أو السوق هنا أولى من سواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>