للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولتجني منها لطائفها، وتستخرج أغراضها وقد تعددت وجوه إفادتها في مختلف أسيقتها، عَلَتْ باللغة أسمى مراتبها من قوة الفكر وصحة الأداء، مع سمو التعبير وجمال الصورة وهذا وجه من العربية لطيف مغفول عنه، فيه من حُسن الصنعة ما تأنَقُ له.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

قال أبو حيان: (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) متعلق بتنزل، و (مِن) للسبب أي تتنزل من أجل كل أمر قضاه الله لتلك السنة إلى قابل. وقال ابن عباس وعكرمة والكلبي: (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) متعلق بقوله: (سَلَامٌ هِيَ) أي من كل أمر مخوف ينبغي أن يسلم منه هي سلام. وقال صاحب اللوائح: ولا يجوز أن يكون سلام التي هي المصدر عاملا فيما قبله لامتناع تقدم معمول المصدر على المصدر كما لا تتقدم الصلة على الموصول. أ. هـ وقال العكبري والجمل: (مِنْ) سببية.

وقال البروسوي: من أجل كل أمر أو بكل أمر من الخير والبركة كقوله تعالى: (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ).

وذكر الآلوسي: قال أبو حاتم: (مِنْ) بمعنى الباء أي تنزل بكل أمر، وجعلت الباء للسببية. ومنهم من جعلها للملابسة والمراد بملابستهم له: ملابستهم للأمر به فكانه قيل: تنزل الملائكة وهم مأمورون بكل أمر يكون في السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>