قال المبرد: في قوله: ردف لكم، معناها ردفكم، وذهب بعضهم إلى أن أصل ردف التعدي، بمعنى لحق وتبع، فاحتمل أن يكون مضمنا معنى اللام، قال أبو حيان: ولذلك فسره ابن عباس: يقرب لما كان يجيء بعد الشيء قريب منه ضمن معناه أو زيدت اللام في مفعوله لتأكيد وصول الفعل إليه كما زيدت الباء في قوله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) قال الزمخشري وقد عُدي بمن على سبيل التضمين لما يتعدى بها قال الشاعر:
فلما ردفنا من عمير وصحبه ... تولى سِراعا والمنيةُ تُعْنِقُ
أي دنوا من عمير وقيل: ردفه وردف له لغتان. وذكر العكبري مثل ذلك أي دَنَوْا من عمير.
وذكر الزمخشري: قيل لهم عسى أن يكون ردفكم بعضه هو عذاب يوم بدر، فزيدت اللام للتأكيد كالباء في (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ) أو ضمن معنى فعل يتعدى باللام نحو: دنا لكم وأزف لكم ومعناه تبعكم ولحقكم.
ومثله البيضاوي وذكر الجمل: وجوها أظهرها أن ردف ضمن معنى فعل يتعدى باللام أي دنا وقرب.
وقال الآلوسي: أصل معنى ردف: تبع، والمراد به هنا لحق ووصل، وهو مما يتعدى بنفسه وباللام كنصح، وقيل: اللام داخلة على