المفعول لأجله والمفعول به الذي يتعدى إليه الفعل بنفسه محذوف أي (ردف الخلق لأجلكم) ولا يخفى ضعفه. وقيل: إن الكلام تم عند (ردف) على أن فاعله ضمير يعود على الوعد، ثم استأنف بقوله تعالى:(لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) على أن (بعض) مبتدأ (لكم) متعلق بمحذوف وقع خبراً له ولا يخفى ما فيه من تفكيك للكلام، والخروج عن الظاهر لغير دل لفظي، ولا معنوي، والمعنى: قل عسى أن يكون لحقكم ووصل إليكم بعض الذي تستعجلون حلوله وتطلبونه وقتاً فوقتاً أ. هـ.
أقول: شبح العذاب وراءهم كالرديف وراء الراكب، لا يدري أحدهم متى يكون، ولكنهم في غفلة سامدون ... أيستعجلونه؟! يا له من موقف ترتجف له القلوب ... العذاب من ورائهم، ولكنهم يستهزئون بالوعيد، ويستهينون بالعذاب يقولون:(مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) هو؟ ويأتيهم جواب يشفي الغليل (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) وفي عسى هذا طمع وإشفاق ومعناه: عساكم زلف لكم بعضه في بدر! كما تمَول للراسب في الاختبار عساك نلت المراد! فتضمين ردف معنى (زلف وبدا) والمتعدي باللام يُبلغُنا المراد، لأنه يُبدي لهم دُنو العذاب ومُزدلفة، نفهم ذلك من جوابه (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ) فالرديف ما سيلحق بكفار قريش قي قبورهم من العذاب بعد قتلهم، والمزدَلَف ما تقدمهم من العذاب من سيوف المؤمنين والتنكيل بهم في بدر، والمعنيان مرادان المضمن والمضمن فيه، ما زَلف من عذاب التنكيل بهم وقتل زعمائهم، وما سيتبعهم من عذابٍ في قبورهم، والألفاظ على معانيها أدلة، وأبلغ القول ما تعددت وجوه