للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَهَا عَاكِفِينَ) وكأنهم ... يعبدونها دلنا ظاهر جوابهم عليه (وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ)، فهو دليل عبادتهم لها تقليدا لآبائهم ووراثة عن أجدادهم فهم متحجرون عقليا لا يقوم لهم دليل على عبادتها يخلع عليها أية قداسة. وتعدي المشتق (عاكفون) باللام وهو يتعدى بـ (على) شاهد على تضمنه معنى الصلاة والتقديس لها والمتعديان باللام. فجمع التضمين معنى تعلق القلوب بها في انكبابهم الدائم عليها مع الصلاة والتقديس لها. ثم العكوف مطلق والصلاة والتقديس مقيدان وحمل المطلق على المقيد دليله غير مدفوع. وتبقى العربية مرنة تتسع لعديد من المداليل وتختزن الكثير من المشاعر والأفكار عن طريق التضمين.

* * *

قَال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٦) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) (٣).

ذكر أبو حيان والرازي والآلوسي: ليعلم أي ليَميزَ وليُظهرَ.

وذكر الجمل: ولما ضمّن ليعلم معنى يظهر تعدى لمفعول واحد.

أقول: التصور الإسلامي له من الشمول ما ليس لسواه. وهو يُقرّ بوجود الإرادة الفاعلة، ولكنها تجري في ناموس مرسوم ومشيئة مدبِّرة. فإرادة الإنسان

<<  <  ج: ص:  >  >>