فقال الزجاج: تضمن (نصر) معنى (عصم)، وقال الزبيدي: نجاه وخلصه. وجُل المفسرين يضمنون (النصر) معنى (المَنعَة). قال الطبري: ينصرنا: يدفع عنا.
أقول:(نصر) يتعدى بـ (على) فعداه ربنا هنا بمن. ليتضمن معنى (أجار) فعذابه يتربص بهم في كل لحظة من ليل أو نهار، فجدير بهم أن يُحسوه ويبيتُوا على وجلٍ منه، ويحذروه ويتقوه. وعلى كل مؤمن أن يقف مع الحق أمام كل طاغية يُحذر وينصح مهما كانت النتائج ليُنقذَ نفسَه من غضب الله.
إنه منطق الفطرة المؤمنة الجريئة: من ينصرنا؟ هكذا وكأنه واحد منهم حين يجعل نفسه فيهم عسى أن يهتموا بتحذيره، ثم يُخوفهم ويُحذرهم من بأس اللَّه الذي لا يُنجيهم منه ما هم فيه من مُلك وسلطان.
ولعل سائلا يسأل: لم جاء التعبير بالنصر بدلا من الإجارة والإنقاذ والعصمة؟ والجواب: في لغة النصر لا بد من جبهتين: مهزوم ومنتصر. وفي لغة العصمة جبهة واحدة قَالَ تَعَالَى:(لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ).
ألا ترى إلى اختلاف الحالين في الضعف والقوة! وهل يسمح الطاغية