للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينها، مما يضعف الكثير عن احتماله لغموضه ولطفه فالسؤال عن موعدها مصروف إلى الاهتمام بحقيقتها، إلى الشعور بهولها وخطرها وضخامتها.

يصرف أنظارهم إلى شأنها العظيم، وعبئها الثقيل.

إنه التضمين ... وإنه روضة تتنفس على القلب بعبير الياسمين.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ).

جاء في معجم الأفعال جحده حقه وجحد بحقه: أنكره مع علمه به.

أصل جحد أن يتعدى بنفسه لكنه أجري مجرى كفر فعدي بالباء لأنه ضمن معنى كفر، كما عدي كفر بنفسه في قوله تعالى: (أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ)، إجراء له مجرى جحد، وقيل كفر كشكر يُعدى تارة بنفسه وتارة بحرف الجر، ذهب إلى هذا العز وأبو حيان والعكبري والجمل.

وقال الآلوسي: وعدي جحد بالباء حملا له على كفر لأنه المراد، أو بتضمينه معناه، كما أن كفر يجري مجرى جحد فيعدى بنفسه. قال سلمة بن الخرشب الأنماري:

أثنِ عليها بالذي هي أهله ... ولا تكفرنها لا فلاح لكافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>