للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (١).

ذكر العز والزركشي: مضمن معنى (مُميّزك) من الذين كفروا. وقال الآلوسي: يحتمل أن يكون تطهيره بتبعيده منهم بالرفع، ويحتمل أن يكون بنجاته عما قصدوا من القتل. وذكر أبو حيان: جعل الذين كفروا دنساً ونجساً. فكنى عن إخراجه منهم وتخليصه بالتطهير. وقال أبو السعود: ومطهرك من سوء جوارهم وخبث صحبتهم ودنس معاشرتهم. وذكر الراغب: مطهرك: مخرجك من جملتهم ومُنزهك أن تفعل فعلهم. ومثله الزبيدي.

أقول: ولعل تضمين (مطهرك) معنى (مُستخلصك) و (مُجْتبيك) و (مُنجيك)، أكشف للمعنى وأصح لتأديته، وأسفر عن وجهه من التمييز والتبعيد والإخراج. وما جاءت الطهارة إلا إيماءً إلى رجسهم ودنسهم. فاللَّه قد اصطفاه من مخالطتهم، واجتباه من سوء عشرتهم، للمزايا التي فيه وفي المصطفَيْن الأخيار من إخوانه. فلا يريبك ما توقمه بعضهم من لفظ (مطهرك) وإنما هو التضمين بعذوبته ومائه، جمع اللَّه قلبه للطهارة ونجاه من أرجاسهم ولأوائهم واستخْلصه من مخالطتهم والبقاء في مستنقعاتهم، فاللفظ في التضمين

<<  <  ج: ص:  >  >>