قَال تعالى:(وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ) معناه ولا تُقروا وتعترفوا إلا لمن تبع دينكم، حكاه العز، قيل: اللام زائدة كما في قوله تعالى: (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) والأجود لدى أبي حيان عدم الزيادة، وضمن يؤمنوا معنى يُقروا ويعترفوا.
قال أبو علي: وقد تتعدى (آمن) باللام (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ). وقيل: آمن له أي به كقوله تعالى: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ).
أي به كما قال القرطبي. وقال أبو السعود: أي تقروا بتصديق قلبي، ومثله البروسوي. وقال الطبري: تصدقوا. وقال صاحب الجلالين تقروا وتعترفوا. وقال بعضهم: إن لم تذعنوا لي وكابرتم مقتضى العقل فكونوا بمعزل مني فاعتزال الباطل واجب.
أقول: لعل تضمين (تؤمنوا) معنى (تذعنوا) أو معنى (تطمئنوا) والمتعدي باللام أولى من (اعترف) كما قال أبو حيان، أو صدق أو زيادة اللام، أو إبدال اللام بالباء، كما ذكر القرطبي، فلا نأمن الشناعة لمكانه.
فقولهم مدفوع ولا رجوع إليه. إن للصهيونية والصليبية عملاء في شتى بقاع الأرض وفي صور متعددة من صحفيين وكتاب وشعراء ورؤساء، وباحثين منتمين للإسلام، وبعضهم من علماء الشريعة يشوهون الحقائق ويحرفون النصوص.