للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توهمه بعضهم من إفادة الباء معنى المصاحبة أو الظرفية أو الإلصاق أو الاستعلاء فاحفظ نفسك منه، ولا تسترسل إليه إذ لا دليل معه عليه.

إنه التضمين ... فاستفتح به ما استغلق عليك من دلالات هذه الأفعال.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ).

ذكر أبو حيان: التضعيف الذي في قفينا ليس للتعدية إذ لو كان للتعدية لكان يتعدى إلى اثنين لأن قفوت يتعدى إلى واحد، أقول: قفوت زيدا أي تبعته فلو جاء على التعدية لكان: وقفينا من بعده الرسل، وكونه لم يجئْ كذلك: يَبْعد أن تكون الباء زائدة في المفعول الأول ويكون المفعول الثاني

محذوفا لكنه ضمنه معنى (جئنا)، وجئنا من بعده بالرسل يقفو بعضهم بعضا (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ).

وذكر أبو حيان: على آثارهم متعلق بـ قفينا وبعيسى متعلق به أيضا.

وهذا على سبيل التضمين أي ثم (جئنا) على آثارهم بعيسى بن مريم قافيا لهم.

أقول: من معاني فعَّل التكثير، أي بكثرة الرسل يقفو بعضهم إثر بعض.

وتضمين (قفى) معنى (الحق) والمتعدي بالباء: أدق من جئنا بالرسل، وليست التقفية إلا صورة من صور الإلحاق، فالعلاقة بين المضمن والمضمن

<<  <  ج: ص:  >  >>