ذكر الزمخشري: أن (لا) صلة، فإن قلت: ما فائدة زيادتها؟ قلت: توكيد معنى الفعل وتحقيقه. فإن قلت: لم سأله عن المانع وقد علم ما منعه؟ قلت: للتوبيخ.
وقال أبو حيان: الظاهر أن (لا) زائدة تفيد التوكيد والتحقيق. وما منعك أن تحقق السجود وتلزمه نفسك إذ أمرتك، يدل على زيادتها قوله تعمالى:(مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ). وسقوطها في هذا دليل على زيادتها.
وقيل: يقدر محذوف: ما منعك فأحوجك ألا تسجد. وقيل: ما منعك مَن أمرك، ومَن أمرك ألا تسجد.
وقال القرطبي: قيل: (لا) زائدة، فإن المنع فيه طرف من القول والدعاء، فكأنه قال: من قال لك ألا تسجد أو من دعاك إلى ألا تسجد.
وقال الطبري: ما منعك من السجود فأحوجك أو فأخرجك أو فاضطرك إلى ألا تسجد له.
أقول: في مشهد مثير واحتفال مَهيب يحشد له الجليل في الملأ الأعلى ملائكته وفيهم إبليس، وتشهده السماوات والأرض، يعلن فيه ميلاد الإنسان ويأمرهم بالسجود له زيادة في تكريمه. ويسجد لهذا المخلوق الجميع ما عدا إبليس إذ جعل لنفسه حقا فيما يرى في تنفيذ ما يتلقاه من الأوامر، فكشف عن طبيعته الشريرة والأصيلة وليست العارضة:(أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) تصوير يشخص الخلجات النفسية والمعاني العقلية. أما من ادعى زيادتها فمتسرع لم يتحرَّ الكيس