علينا أمر التقدير والتدبير في النشأة والإعادة، ومعلوم أنه سبحانه لا يفعل شيئا إلا ووجه الحكمة قائم فيه، وإن خفيت عنا أغراضه ومعانيه. والعلاقة بين المضمن والمضمن فيه أي: بين (نفي السبق والإكداء) هي: نفي المُعوقات ودَحض مَعرتها ويغنينا التضمين عن الحذف والتقدير والتأويل وتعاور الحروف وتناوبها، لأنه ألطف في الأذهان، وأسرع للخواطر، وأجمع لوجوه البيان.
والثناءُ عليك قليلُ ... والكثير فيك يقل
أما تضمين (مسبوقين) معنى (عاجزين) أو (مغلوبين) فصورة فجَّة غير لائقة بجلال اللَّه ووقاره.
* * *
قَالَ تَعَالَى:(وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)(١).
سبق يتعدى بـ (إلى) جاء في أساس البلاغة أن تعدية الفعل باللام تفيد المجاز أي لهم فيها سابقة. ذكر الزمخشري: لها سابقون: أي فاعلون السَّبْق لأجلها أو إياها سابقون أي ينالونها قبل الآخرة حيث عُجلت لهم الدنيا. ومعنى (وهم لها) كمعنى:
* أنت لها أحمد من بين البشر *
وقال الجمل: نقلا عن السمين: اللام بمعنى إلى. يقال: سبقت له وإليه، وقُدم للفاصلة والاختصاص. وقيل: اللام للتعليل وتكون الجملة مؤكدة