أو يُجروا عليهم قليلا من الرزق، راجين متوددين أو مُصانعين مُستجْدين، في لمحات سريعة وخاطفة، فكان جواب أهل الجنة:(إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (٥٠) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا). الإفاضة من الماء أو الدمع ما كثر وزاد فلم يُطق حَبْسَه.
استعراض حي ومشهد أخاذ للاستجداء المُخْزي بالقليل الفائض عن الحاجة (بالفضلات) .... وللجواب المر الأليم هكذا (بالتحريم).
ولولا (على) هذه لما حلينا بهذه اللطائف فيما أومأت إليه في تصوير الحالة النفسية للنماذج البشرية التي عَرَض لها السياق من باب التضمين، من طريق يخفى ومسلك يدق. فاستروحْ إليه واعتاده كلما مسَّت الحاجة إليه.
ذكر الأشموني:(مِنْ) بمعنى (الباء) وذكر أبو حيان: قال أبو البقاء: من الدمع فيه وجهان: أحدهما: أن (مِن) لابتداء الغاية أي فيضها من كثرة الدموع. الثاني: أن يكون حالا: تفيض مملوءة من الدمع ومعناها من أجل الذي عرفوه، وقيل:(مِنْ) بمعنى (الباء) أي بالدمع. وقال الزمخشري: معناه تمتلئ من الدمع حتى تفيض، لأن الفيض أن يمتلئ الإناء حتى يَطْلُع ما فيه من جوانبه، فوضع الفيض موضع الامتلاء من إقامة المُسبب