من العبادة، ويصل إلى المطلوب من السكن والسكينة وبرد اليقين.
العبادة تكاليف ... فليرتفع في كل حركاته وسكناته ونياته إلى أفق العبادة الوضيء الشفيف، أفق المثول بين يدي المعبود، إنه لمنهج يحتاج إلى مصابرة لما فيه من مشقة ومكابدة ومعاناة. وبهذه اللام جمع إلى المصابرة سكينة النفس وراحة الضمير وطمأنينة القلب إذ ليس لهذا المعبود من نظير، فكيف لا تسكن النفوس إليه وترتاح القلوب بين يديه؟!
إذا وجدت لهيب الضر في كبدي ... عمدت إلى صلاة الليل أبْتَرِدُ
فإن صح ما رمته وثبت ما قدمته، كان الصبر (المضمن) الذي راضى نفسه فيه وشقت عليه تكاليفه، سبباً في راحة النفس وسكينتها (المضمن فيه) فالعلاقة بين المضمن والمضمن فيه سببية. وبهذا جمع التضمين شعَاع المعنى فصوره في مكابدة الجسد على أشق الأحوال، وفي سكينة النفس على أنزه الصفات، فوسم أغفاله، وأفاء فوارده.
ففي الصبر إطفاءْ لنار صبابة ... هى في الضلوع مضطرم