للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوت الجمال فلو ذهبت تزيدها ... في الرسم حُسناً ما استطعت مزيداً

ثم تفضل عليهم أُخرى أن أبلغهم ما كتب. فمَنْ هم حتى تَبْلغ العناية بهم أن يُبلِّغهم ما جرت به إرادته وخطَّه قلمه في الملأ الأعلى! إنه منتهى التكريم لآدم وذريته.

هذا البلاغ ياع القلب البشري في دَهَش، بل في أُنْس أنيس في رَوْح ورَيْحان، في كنف مطمئن ودود لطيف، يُتْرع القلبَ بحلاوة مذاقاته.

إنه التضمين، وإنه كثوب الحسناء على الحسناء فيه أسرار من معاني مرتديه.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ).

ذكر العز: أي إنما يجنيه على نفسه. وقال الزمخشري: يبقى على نفسه لا يتعداه إلى غيره.

وقال أبو حيان: في لفظة (على) دلالة استعلاء الإثم واستيلائه وقهره له.

وقال القرطبي: أي عاقبته عائدة عليه، والكسب ما يجريه الإنسان إلى نفسه نفعاً، أو يدفع عنه به ضرراً.

وقال الآلوسي: فإنما يكسبه على نفسه بمشيئته لا يتعدى ضرره إلى غيرها، فليحترز عن تعريضها للعقاب والوبال.

<<  <  ج: ص:  >  >>