للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) (١).

أصل معنى الفتنة، إذابة الجوهر ليظهر غشه ثم استُعمل في التعذيب والإحراق: وقال جُل المفسرين (يُفْتَنُونَ): يعذبون ويحرقون.

قال الرازي: قيل يُحرقون والأولى (يُعرضون) عرض المجرب الذهب على النار، فكلمة (على) تناسب ذلك ولو كان المراد يحرقون لكان بالنار أو في النار أليق لأن الفتنة هي التجربة.

وذكر الزمخشري: يُحرقون ويُعذبون. ومنه الفتين وهي الحرَّة لأن حجارتها محرقة.

وقال الجمل: عُدِّي يفتنون بـ (على) لتضمنه معنى يُعرضون وقيل: يُجبرون.

أقول: آدم ونوح بشخصيهما وقع الاختيار عليهما، أما إبراهيم وعمران فالاصطفاء لهما ولذريتهما، فوراثة النبوة ليست وراثة عرق وإنما وراثة عقيدة.

فالذين اصطفاهم اللَّه من عباده لحمل رسالته ودينه ليكونوا طلائع البعث على مدار التاريخ، هؤلاء المصطفون هم ذرية بعضهما من بعض.

ولعل تضمين (يُفتنون) معنى (يُكبون) أعون على استكمال المشهد، فهم يُكبون على النار يذوقون طعم الفتنة فيها، وفي تضمين يُكبون والمتعدي

<<  <  ج: ص:  >  >>