وجاهلية اليوم تتهم الذين يربطون العقيدة بالسلوك الشخصي والتعامل المادي، بالرجعية والتخلف، فما علاقة الدين بالربا والاقتصاد الحر؟! فلْيُروج بضاعته بأي أسلوب شاء (إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)؟! هكذا سخر منه قومه كما يسخر اليوم الكفرة الفجرة: وهل يقوم اقتصاد على غير قواعدَ ربوية؟! نعوذ باللَّه من العمى بعد الإبصار.
إنه التضمين ... وفي مطاويه من أسرار المعاني ما لا تراه في غير هذه اللغة الشريفة.
جاء في اللسان: خلا إليه مال إليه والميل العدول إلى الشيء والإقبال عليه. وفي مفردات الراغب: خلا به: سار معه في خلاء، وخلا إليه: انتهى إليه في خلوة. وفي معالم التنزيل:(إلى) بمعنى (الباء) وقيل بمعنى (مع).
إذاً فعل (خلا) يتعدى بالباء والى ومع، إلا أن أبا حيان قال: إذا تعدى بالباء احتمل معنيين: أحدهما الانفراد والآخر السخرية، ولا يحتمل إلا معنى واحداً إذا تعدى بـ (إلى). وذلك بتضمينه معنى صرف أي صرفوا خلاهم إلى شياطينهم وفي الآية (٧٦) في البقرة: [(وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ)] قال:
الأوْلى أن يضمن فعل خلا معنى فعل يتعدى بـ (إلى) أي: انضوى واستكان، لأن تضمين الأفعال أوْلى من تضمين الحروف. ونص ابن كثير: على تعاقبها مع