للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة من معرفة صراط الذين أنعمت عليهم إن لم يكن لنا من اللَّه تسليك؟ فأنزلت الهداية على حكم التسليك والتسيير على الصراط السوي في مسلك المهتدين، وهذا أكشف عن وجه المعنى، فالمتعدي بحرف اللام أو (إلى) يطلب الوصول إليها، أما المتعدي بنفسه فيطلب من اللَّه التسليك عليها وهو ثمرة الهداية وهو ضمان السعادة في الدارين. وللعارفين في هذا الباب ملاحظ ومباحث لا ترقى إليها إلا الخاصة.

* * *

قَال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).

ذكر ابن القيم: ففعل الهداية متى عدي باللام تضمن (التخصيص بالشيء المطلوب)، فأتى باللام الدالة على الاختصاص والتعيين.

وحكى الزركشي وكذلك المالقي والفراء والهروي وابن الجوزي وابن قتيبة: اللام بمعنى (إلى) بدليل قوله تعالى: (وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

وقال الزمخشري: هدانا: أي وفقنا لموجب هذا الفوز العظيم وهو الإيمان والعمل الصالح.

وقال الجمل: أي أرشدنا للعمل الذي هذا ثوابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>