وذكر الآلوسي: لا تنوب عنها ولا تحتمل عما أصابها. (لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ) والجزاء ما فيه الكفاية من المقابلة.
قال السيوطي:(عن) معناها البدل. وقرأ أبو السمَّال: لا تجزئ: من أجزأ عنه إذا أغنى عنه. فهو لازم و (شيئا) مفعول مطلق.
أقول: مشهد عاصف وخطير كما يرسمه التعبير القرآني، مشهد مرهوب انقطعت فيه أواصر الرحم والنسب، من والد وولد، وقريب وحبيب وسند.
غربة نفسية موحشة وهائلة، مقطوعة عن كل أحد، عاجزة عن كل شيء، ليس لها إلا ما قدمت من عمل. ويختتم المشهد: بأن وعد اللَّه حق. ويقطف الثمرة:(فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا).
فتضمين (تجزي) معنى (تُغني) أو (تنوب)، إقرار لمبدأ التبعة الفردية القائم على العدل المطلق، يوقظ الضمير ويشحذ الهمم للعمل، فلا شفاعة يؤمئذ ولا فدية إلا التقوى، وما تقدمه من صالح العمل، وكلا الفعلين المضمن والمضمن فيه يصدر من مشكاة واحدة.