للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غدوت عليه غُدوة فوجدته ... قعودا لديه بالصريم عواذِلُه

ويروى بكرت عليه غُدوة. وقال الأعشى الكبير:

يروح فتى صِدقٍ ويغدو ... عليهم بمِلء جفان من سَديفِ يُدفق

يغدو عليه ويروح: أي بكرة وعشياً بجفان مملوؤة من شحم السنام يتدفق من غير انقطاع والغدو على الضيوف بالجفان ليس فيه معنى الغارة ولا معنى الاستعلاء، وفي الحديث: " فغدا علينا حين أصبح ". فأي غارة في معنى الغدو في هذه الشواهد؟! وفي معجم الأفعال المتعدية بحرف غدا يغدو

غدواً وغدوانا عليه: بكر ثم كثُر في الذهاب والانطلاق.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) (٤).

قال أبو حيان: قرأ الجمهور فاستغاثه أي طلب غوثه ونصره على القبطي وقرأ سيبويه والزعفراني بالعين المهملة والعون أي طلب الإعانة منه على القبطي.

قال البروسوي: أي سأله أن يغيثه بالإعانة ولذلك عُدي بـ (على). وقال الآلوسي: ولتضمين الفعل معنى النصر عُدي بـ (على) وُيؤيده قوله تعالى: (اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ) ويجوز أن تكون تعديته بـ (على) لتضمينه معنى الإعانة ويؤيده أنه قُرئ: استعانه بالعين المهملة.

اقول: لا تضمين في القراءة الشاذة لأن الإعانة تتعدى بـ (على) وأما في

<<  <  ج: ص:  >  >>