للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا).

وقال سبحانه: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا).

وقَالَ تَعَالَى: (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ).

ذكر السيوطي والموزعي: (مِنْ) بمعنى (عن). وقال البروسوي: لم نكن غافلين عنه حيث نبهنا عليه، بل كنا ظالمين. وكيف يحمل الحرف معنى سواه؟ وغفل يتعدى بـ (عن). إذاً لماذا عداه بـ (مِن)؟

الغفلة سهو يعتري صاحبه من قلة التحفظ والتيقظ وضدها: النباهة. ونبَّه يتعدى بـ (مِن). أقول:

العرب تحمل النظير على نظيره كما تحمله على نقيضه فتعدي الغفلة بما تعدي به المَنْبَهة. وسيبويه يستعمل هذا كثيرا في المصادر.

في المشهد المعروض، الأبصار فيه شاخصة. والتفجع الأليم حين تنكشف الحقائق مرئية مبصرة بلا حجاب، إنهم كانوا في مَنْبَهة من هذا وعلى علم، بدليل قولهم: بل كنا ظالمين، فلو كانوا في غفلة عن مشهد هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>