للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ).

روى الطبري: لانتصر بعقوبة منه لهم وكفاكم ذلك كله. وذكر الزمخشري: (انتصر) تضمن معنى (انتقم) منهم ببعض أسباب الهُلك من خسف أو رجفة أو حاصب أو غرق أو موت جارف ولكن أمركم بالقتال ليبلو المؤمنين بالكافرين بأن يجاهدوا ويصبروا حتى يستوجبوا الثواب العظيم، وليبلو الكافرين بالمؤمنين بما وجب لهم من العذاب.

وروى القرطبي: أي أهلكهم بغير قتال. وذكر الراغب في مفرداته: (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) إنما قال: فانتصر ولم يقل: انصر تنبيها أن ما يلحقني يلحقك حيث أني جئتهم بأمرك فإذا نصرتني فقد انتصرت لنفسك.

وقال أبو السعود: انتصر منهم: انتقم منهم ببعض أسباب الهلكة والاستئصال.

أقول: ولعل الذي ينتصرله السياق: تضمين (انتصر) معنى (انتقم أو أصاب منهم) وأنزل بهم ما شاء من أصناف البلاء والهلك من خسف أو غرق أو رجفة أو ... ولو شاء لأصاب منهم بغير هذه الأسباب جميعا ولكنه سبحانه يبتليكم ويرئيكم فما أشد مضض الابتلاء تستكد فيه وتدأب، فليس أكرم على المؤمن من إعزاز دين اللَّه ونُصرة الحق الذي يحيا به ليُعز وجهه

<<  <  ج: ص:  >  >>