لما قبلها فتفيد الثبوت بعدما دلت الأولى على التجدد.
وفي أبي السعود: اللام لتقوية العامل، والمعنى يرغبون في الطاعات أشد الرغبة، وهم لأجلها فاعلون السبق.
وذكر الآلوسي: وهو إما مُنزل منزلة اللازم أي فاعلون السبق، أو مفعوله محذوف أي سابقون الناس. وجوز ألا يكون المراد بالخيرات: الطاعات. واللام للتعليل وهو متعلق بما بعده. والمعنى يرغبون في الطاعات وهم لأجلها سابقون الناس إلى الثواب أو الجنة.
أقول: ومن المعاني لفعل (سبق) قولهم: لفلان سابقة في هذا الأمر.
فهؤلاء لهم سوابق في الخيرات، ولهم فيها أيادٍ سلفت فهي (الخيرات والمبرات) ليست جديدة عليهم فهم يمارسونها من قديم.
ومن معاني سبق إذا وقفنا عند (هم لها): أنهم جديرون بالسبق في الخير بما لا حصر لصنوفه، وأنهم أهل له، ولهم فيه قدم راسخة. ويبقى لموقعية الحرف الدلالةُ على غرضه الذي أومأ إليه، وما اختير في سياقه إلا لغرض يُؤديه في مائه ورُوائه، فكِلِ الحالَ إلى مُلاطفة التأوّل، ولا تضع الأغلال في عنق اللام لتحصرها بالتعليل أو التقوية أو بمعنى إلى أو ... بل أطلق يدها مع (السابقين) في تنوع دلالاتها متوجهةً في كل تصور ترتاح لهذا التسابق نفوسُهم، فلها هوى فيه وانعطاف نحوه، لتنعم بالرضا وتفيض بصنوف الخير.
إنه التضمين، يَلِدُ فيه اللفظ معاني جمة، لكل معنى طبيعة، تعلوها نَضْرة روحه.