تاريخية معنية، لا ... ولكنها حقيقة مكشوفة نجدها في واقعنا اليوم بشكل ملموس حين تبلغ بنا الهزيمة الروحية إلى أن نجاملهم على حساب عقيدتنا بل نطيعهم، فنلقى العنت الذي يتمنونه لنا، ونلقى الخبال الذي يدسونه في صفوفنا فنضعف ونستخذي.
أجل ... لقد شارفَنا هذا المعنى وتَلوحَ لنا بعضه من حيث إن الحال والتمييز فضلة قد يُستغنى عنهما، أما المفعول فعمدة لا يصح معنى الفعل بدونه، ثم لم جاء العليم سبحانه بالفعل القاصر (أَلَو) ثم عداه، ولم يأت بالفعل المتعدي (منع) وهو في معناه؟ وأجيب: إن نفيَ الألؤ عنهم إثباتٌ لضده فيهم، فهم لا يفتُرون ولا يضعفون ولا يُقصرون في إيذاء حَمَلة لواء الدعوة وأصحاب العقيدة، بل يجتهدون في إيذائهم. أما (منع) ففيه موقف سلبي لهذه البطانة فلو وجدوا أذى موجها إلى المؤمنين أو مكيدة تدبر لهم، حالوا دون وصولها إليهم، فالتضمين فتح كلا السبيلين على المؤمنين من هذه العصابة المجرمة - أهل الكتاب: يهودا كانوا أو نصارى.
فإن تباعد عنك شيء من أسرار هذه اللغة، فصُره إليك بالتأتي وحسن التأويل، لأنه دقيق المسلك يُسفر عن وجهه عند الفحص عن كنهه.
إنه التضمين ..
فيه من الأسرار كل مَظِنةٍ ... بالأُنس تبسُطُ أوجُه الجُلَّاسِ