لا لدولة .. فما يعني هذا: لعل فيه دلالة على خطورة شأن الأسرة تشع منها المودة والرحمة وترف من حولها ظلال المحبة .. يتنزل عليها الندى .. يفوح منها العبير .. وفي كنفها تنسج وشائج الرحمة .. خيوط التكافل لتثبت الطفولة في رفيف من العطف والحنو في أطهر محضن.
الطلاق ليس أمر أسرة أو أزواج بل أمر الأمة المسلمة كلها، ولا يؤاخذ فيه الأفراد الذين يرتكبونه وإنما الأمة التي تقع فيها هذه المخالفات.
لقد ذاقت أمم وشعوب الوبال حين عتت عن منهج اللَّه.
ذاقت فساداً وانحلالاً وفقراً وقحطاً وجوراً .. وهذا الدين نظام جاء لينشئ أمة فالجماعة كلها مسؤولة عنه وعن أحكامه.
أسكنوهن .. ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن .. فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن .. لينفق ذو سعة .. سيجعل اللَّه بعد عسر يسرا .. لا عقابيل بغير علاج .. ولا قلاقل تثير الخوف، عالج القرآن الهواجس في القلب بالسماحة التيسير ... أبعد شبح الفقر إذا أنفق ووسع على زوجته، عالج ما أدى إلى الطلاق من غيظ وحنف ومشادة ومسحه بيد الرفق ونسم عليه من ينابيع المودة بلمسات التقوى.
ولا تضاروهن .. نهى عن كل ألوان العنت وأوكله إلى التقوى، وعوضه في مسألة الرزق .. كل ذلك مما يدل على عظيم اهتمامه بشأن المرأة والتي يدخل منها المغرضون للنيل من الشريعة المحمدية بأنها لم تعط المرأة حق الرعاية والاهتمام.