ذكر الزمخشري والعكبري: قيل: ضمن (عاكفون) معنى (عابدون) فعداه باللام. وقال: لم ينو لـ (عاكفون) محذوفا وأجراه مجرى ما لا يتعدى كقولك: فاعلون العكوف لها، أو واقعون لها. وقال أبو حيان: عكف يتعدى بـ (على) فقيل (لها) هنا بمعنى (عليها). والظاهر أن اللام في (لها) لام التعليل أي لتعظيمها، وصلة عاكفون محذوفة أي على عبادتها، وقيل: ضمن عاكفون معنى عابدين فعداها باللام. وقال الآلوسي: اللام في (لها) للبيان فهي متعلقة بمحذوف كما في قوله تعالى: (لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ). أو للتعليل فهي متعلقة بـ (عاكفون) وليست للتعدية لأن عكف إنما يتعدى بـ (على) كما في قوله: (يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ) وقد نزل الوصف هنا منزلة اللزوم أي التي أنتم لها فاعلون العكوف، واستظهر أبو حيان كونها للتعليل وصلة (عاكفون) محذوفة أي عاكفون على عبادتها، ويجوز أن تكون اللام بمعنى (على)(وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) وتتعلق حينئذٍ ب (عاكفون) على أنها للتعدية. وجوز أن يؤول العكوف بالعبادة فاللام حيئنذ كما قيل: دعامة لا معدية. وقيل: لا يبعد أن تكون للاختصاص، والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع خبراً و (عاكفون) خبر بعد خبر. ومن الناس من لم يرتض تأويل العكوف بالعبادة لما أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن علي رضي اللَّه عنه أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم ... لأن يمس أحدكم جمرا خير له من أن يمسها، وفيه نظر.
أقول: كلمة عاكفون تفيد الانكباب الدائم المستمر عليها والتعلق بها يشهد على ذلك الجملة الاسمية: (أنتم لها عاكفون)، وفي الشعراء: (فَنَظَلُّ