للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو حيان: ألم تر: ألا تعجب من هؤلاء المدعوين إلى كتاب اللَّه أي في حال دعوتهم إلى كتاب اللَّه ليحكم بينهم!.

أقول: (ترى) ضمن معنى (تنظر) فعدي بما يتعدى به. وكان الباعث عليه لفت النظر وأخذ العبرة أما الاستفهام فقد خرج إلى معنى التعجب.

نعم سؤال استغراب وتعجب من الذين أوتوا نصيبا من الكتاب والكتاب واحد في الحقيقة:

أوتي يهود نصيبا منه - التوراة -

وأوتي النصارى نصيبا منه - الإنجيل -

وأوتي المسلمون الكتاب كله - القرآن - لأنه جمع أصول الدين كله - قرأ معناه جمع، قرأت الماء في الحوض جمعته - فليحذر المسلمون اليوم ولينظروا إلى مصير أهل الكتاب ليتعظوا من مواقفهم. والتعبير بالرؤية عن النظر أي التدبر أو الاعتبار أو ... - لا تنحصر في لفظ يُدْعَون إلى كتاب اللَّه ليحكم بينهم في شؤون حياتهم ومعاشهم ... فيتخلف فريق منهم وُيعرض عن تحكيم الشريعة: الأمر الذي تناقض مع دعوى أنهم من أهل الكتاب وأنهم مصدقون به. يُخرجون شريعة اللَّه من حياتهم ويدَّعون أنهم مؤمنون.

وعجبي لا ينقضي من المسلمين اليوم حين يُعرِضون عن التحاكم إلى كتاب الله ويدَّعون أنهم مسلمون.

بلاء لا يُقادَرُ قَفرُه، وغضبٌ ينتهي إلى شِقوتهم وطَرْدِهم من رحمة الله والعياذ بالله.

* فما عُذرنا ألَّا يضيق بنا المصدرُ *

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>