وذكر أبو حيان: الإيمان: التصديق. وما أنت بمؤمن لنا أصله من الأمن والأمانة ومعناه الطمأنينة. آمنه: صدقه. وآمن به: وثق به والهمزة للصيرورة كأعشب أو للطواعية كأكب. وضمن معنى الاعتراف أو الوثوق فعدي بالباء وقال الزمخشري: أما تعديته بالباء فلتضمنه معنى أقر أو اعترف أي يعترفون ويثقون بأنه الحق
أقول: المؤمن يتميز بهذه العقيدة: تصديق بالغيب وإقرار، ويقين بالآخرة يصدقه الجنان، وإدراك بأن المناهج والأجهزة والنظم في هذا الدين امتداد للمشاعر والحواس، إنه الشمول بوحدة المشاعر الإيجابية والمناهج المتكاملة، وبهذا يصون المؤمن طاقته الفكرية عن الانشغال بغير ما خلقت له، فما خلقت إلا لتعمل وتنتج وتبدع.
الإيمان بالغيب هو العقبة التي يجتازها الإنسان، فيتجاوز ما تدركه حواسه ... نقلة بعيدة لحقيقة الوجود، وما وراء الوجود. وإن وراء الكون حقيقة أكبر من هذا الوجود ... حقيقة الذات الإلهية لا تدركها الأبصار، ولا تحيط بها العقول؛ فمحاولة إدراك ما وراء الواقع بالعقل المحدود محاولة فاشلة، بل عابثة لأنها تبدد طاقة العقل التي لم تخلق لهذا المجال إنه التضمين ...
* بصير بمعرفة المقام خبير *
يخلع على اللفظ (يؤمنون) مشاعر ندية، يترجمها عنه هذا الشمول من: تصديق ... وإقرار ... ويقين ... وإدراك، ولكنها تنبعث من وحدة العقيدة.