الغَبشَ والغموض في مدلول الوحدانية والشرك وفي مدلول الجاهلية والإسلام. وأشق ما نعانيه أصحاب مبدأ: استبانة الطريق، وكشف الإلباس فيما اختلط على الناس والترجيم الذي يوقع في الشك مَن ضَعُف نظره وقل علمه. إن المياعة في المنهج ومعرفة السبيل أضاعت الكثير ولا تزال.
فعلى الدعاة إلى اللَّه أن يستوضحوا مخططات المجرمين ويجدُّوا في معرفتها والبحث عنها ويُبينوها لأتباعهم وشعوبهم كي لا تتكرر المأساة عند اجتياز العقبة وندخل في التيه مرة بعد مرة.
أقول: نحن اليوم في حاجة إلى أن نضمن استبان المعنيين معا (وضح واستوضح) أي إلى القراءتين معا الرفع والنصب لتتضح لنا سبيلُ المجرمين، ولنُوضح نحن دعاة الإسلام سبيلَها لمن لم تتضح له من المسلمين.
نفصل الآيات فلا ندع ريبة في بيان الباطل وكشفه ليستقر في نفوس المؤمنين، إن الذين يعاونونهم إنما هم المجرمون في وضوح وعن يقين.
واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف المنهج لأن أي غبَش أو شُبهةٍ في موقف المجرمين تنعكس سوءا على المؤمنين فالطريقان مفترقان فلا بد من الاستبانة والوضوح.
كل حركة إسلامية يجب أن تتعرف سبيل المجرمين في عالم الواقع لا في عالم النظريات لئلا تلتبس الملامح، وكل من لم يشهد بمفهوم الوحدانية كائناً من كان اسمه ولقبه، لم يدخل في الإسلام. فأشق ما نعانيه هو اختلاط الشارات والعناوين. أعداؤنا اليوم يعكفون على توسيع الالتباس وتعميقه وتلبيسه لندخل في التيه، ويصبح مرجع الحكم في أمر الإسلام والكفر لعرف الناس واصطلاحهم لا إلى قول اللَّه ورسوله.
أجل ... يجب أن يجتاز أصحاب الدعوة هذه العقبة كي تنطلق طاقاتهم فلا يعوقها غبَش ولا يعيبها لَبس، وأن تبدأ دعوتهم إلى اللَّه باستبانة سبيل المجرمين فلا تأخذهم في كلمة الحق هوادة ولا مداهنة، ولا خشية ولا