متعديا لواحد و (أَن يَسْبِقُونَا) هو ذلك الواحد و (أم) منقطعة ومعنى الإضراب فيها أن هذا الحسبان أبطل من الحسبان الأول. وتعقبه أبو حيان: بأن التضمين ليس بقياس ولا يصار إليه إلا عند الحاجة وهنا لا حاجة إليه.
وقال الرازي: حكمهم في غاية السوء والرداءة، فالإمهال لا يفضي إلى الإهمال والتعجيل في جزاء الأعمال شُغْلُ من يخاف الفَوْت وحكم الشرع خلاف ما قالوه.
وقال الجمل:(أم) منقطعة فتقدر بـ (بل وهمزة الاستفهام). أ. هـ السمين و (بل) التي في ضمنها للإضراب. والهمزة التي ضمنها للاستفهام التوبيخي. فالكلام انتقال للتوبيخ الأول على حسبانهم بلوغ الدرجات من غير مشاق بمجرد الإيمان، إلى توبيخ أشد وهو حسبانهم أن يفوتوا عذاب اللَّه ويفروا منه فلا ننتقم منهم.
وقال أبو السعود: و (أم) منقطعة وما فيها من معنى (بل) للإضراب والانتقال إلى التوبيخ بإنكار ما هو أبطل من الحسبان الأول. وهو حسبانهم ألا يجاوزوا بسيئاتهم، وهم إن لم يُحدِّثوا أنفسهم بذلك، لكن إصرارهم على المعاصي نزلوا منزلة من يطمح في ذلك.
أقول:(حسب) إن كان من باب (ظن) فلا تضمين في الفعل، وإن كان بمعنى (قدر) والمتعدي لمفعول واحد هو المصدر المؤول - أن يسبقونا - فقد ولج باب التضمين وهذا ما أُرجحه لأن إصدار حكمهم - ساء ما يحكمون - مبني على تقدير وتدبير وتفكير منهم، وليس مجرد ظن فقط. فكيف يُقدِّرُ مفسدٌ