للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إشارة تغليبية. وجاء عن علي كرم اللَّه وجهه أنه قال: ما أحسنت إلى أحد ولا أسات إليه، وتلا هذه الآية.

وذكر الجمل وأبو حيان: أن (لها) بمعنى (عليها).

أقول: أحسن يتعدى بـ (إلى) فإذا تعدى بغيرها فيحمل على التضمين ولا أرى وجها لتناوب الحروف (اللام) بمعنى (إلى) أو (على) أو الاختصاص أو الاستحقاق أو ... فلنا منجاة من هذه المخاضة بتضمين (أحسن) معنى (قَدَّمَ) من قدم من خير وإحسان فلنفسه يرتد إحسانه، ومن (أساء) أي ومن (جرم) فلنفسه من السيئات يرتد جرْمُه، ويُحمل نفسه ما لا تطيق مما يثقلها ويتدافع بها.

فالآية تقرر قاعدة ثابتة لا تتغير على مر العصور، قاعدة جزاء العمل - كل فرد مسؤول عن نفسه - له ثمار عمله أحسن أو أساء إن قدمتم قدّمتم لأنفسكم من إحسان. أو جرمتم من شر فلأنفسكم، وسنة اللَّه ماضية في خلقه لا تتخلف.

ويبقى التضمين مصدر إثراء لهذه اللغة الشريفة تسري أحكامها في أحنائه وحواشيه على سعة أبعاده ومداليله.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>