النية، وتعديتها باللام تضمنت معنى السعي، والسعي عمل، فالتضمين جمع إلى
الإرادة السعي أي إلى النية العمل، ولا يغني أحدهما عن الآخر في قبول العمل
كما في قول اللَّه سبحانه: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ
مُؤْمِنٌ) فجمعت الآية الإرادة مع السعي.
فيهود يسعون في حرب الإسلام والمسلمين في شتى الوسائل حربا
مسعورة تجلت:
١ - بالاتهام (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ).
٢ - بالدس والوقيعة بين المهاجرين والأنصار وبين الأوس والخزرج.
٣ - بالانضمام إلى الأعداء في غزوة الأحزاب.
٤ - بالإشاعات الكاذبة في حديث الإفك: عبد اللَّه بن أُبي بن سلول.
٥ - بالإسرائيليات المدسوسة في السيرة والتفسير.
إنها صورة بائسة مضحكة، تدعونا إلى رثاء هؤلاء الأغبياء وهم يحاولون
جادِّين مجتهدين لإطفاء نور الله، ورغم ما يرصدونه من حرب وكيد في كل
بلد من ديار المسلمين، ما زال لهذا الدين دوره يؤديه مهما سعى أعداؤه
المهازيل في التشكليك والتضليل، وله أهله لا يخافون في اللَّه أحدا.
إنه التضمين يكشف عن وجه الإرادة فإذا هي المسعى الخبيث لإطفاء
نور اللَّه حاشاه أن يُطفِئَ نورَه أحدٌ.
أما ما جاء في قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ ... ) فليست الإرادة هنا بمعنى الرغبة، وليست اللام كما ذكر