أقول: لكن تضمين التسبيح معنى الصلاة كما قال السهيلي، اضطره إلى الحذف والتأويل حين قال ملتبسا بحمده. فالتسبيح ليس محصورا في الصلاة والذكر بل يأتي بمعنى التوبة والإنابة والبراءة ويأتي بمعنى الحمد والشكر والثناء و .... التسبيح تظليل الصورة بتنزيهه عن الشريك والشبيه والمثيل، يُلقي ظله على النعم وأصناف المحامد، ليرق القلب فيلهج بحمده العميم الواسع ويستغفره من كل تقصير بحقه. فذِكْر الاستغفار إذاً لما يقع فيه الإنسان من تقصير وغفلة عن الاتصال بالملأ الأعلى لإدراك أسرار هذا الوجود وخالق الوجود، تحجبه طينته الأرضية عن جلال الخالق فيغفل عن تسبيحه وحمده، والتسبيح بمعنى البراءة (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) فالمسبح يتبرأ من حوله وقوته وعلمه وتدبيره إلى حول اللَّه وقوته وقدرته، وكل شيء بيده.
والتسبيح بمعنى التوبة (سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ). و (مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ) فالتسبيح هنا: السرعة في الانقياد، والخفة في الطاعة.
والتسبيح بحمده يتضمن صورا عديدة: أن يكون اللسان لَهِجا بذكره، غَرِيًّا بالثناء عليه، والقلبُ وَلُوعا بحمده، حَفِلا بمرضاته، مشغوفا بشكره، والفؤادَ مشغولا بتنزيهه.
كل هذه الصور (أغرِ، والهج، واحفل، واشغَف بحمده) عرائس