والآخر (على الغيب) فإن البخل لا يتعدى بـ (على) وإنما يتعدى بالباء
أقول: لا سند لقول الجمل (على) بمعنى (في) ولا لقول عُضيمة: (على) بمعنى الباء، أو بمعنى (في) وإنما هي على أصلها، وما هو (بمتهَمٍ) لكنه (مؤتمن) والمتعدي بـ (على) فهذا من طريف هذه اللغة الشريفة جبريل الملقِي يحمل وُيبلغ، ورسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - المتلقي: صاحبكم تعرفونه برجاحة عقله وصدقه، صاحبكم الذي لا تجهلونه: الأمين على الغيب، يحدثكم عن يقين.
وقد أطلقتم عليه: الأمين والصادق، فإن لم يكن متهما فهو مؤتمن، فأين تذهبون بأقوالكم هذه فيما تزعمونه اليوم بأنه ساحر وشاعر ومجنون؟! فما هو على الغيب بضنين، إنما هو على الغيب مؤتمن.
إنه الهوى والحقد الدفين يفضح ما في الصدور من مكنون ومستور.
نعم .... موضوع السياق مغفول عنه، غير مأبوه له، ودليله غير مدفوع، شاهد على مَن ذهب إلى خلافه.