أقول: لعل تضمين (فضل) معنى (زاد) والمتعدي إلى (مفعولين وعلى) كما جاء في الحديث: " فلم أكن لأزيده على ما فرض اللَّه له شيئا " ليُنهض مُنته فيكون أوْلى بتقديمه، وليجمع إلى التفضيل الزيادة بل الفضل هو الزيادة السنية لمن بذل نفسه وماله في سبيل اللَّه أما الحرص والشح والخوف
في مواجهة التكاليف فلا بد من معالجته، لينهض القَعَدة من السفح إلى المُرتقى السامق، ولينالوا هذا التفضيل ويحظوا بهذه الزيادة في التمجيد من درجات الأجر العظيم مع النبيين والصديقين.
لم جاء التعبير بالتفضيل إذاً بدل الزيادة؟ لعل الغرض هو حَفْز الهمم على إدراك المطالب، ليأنف القَعَدة من انحطاط منازلهم، فالمفضول غير مأبوهٍ له ولا مُحتفَل به ولا يتعلق به غرض (والراضي بالدون دني) كما قال ابن الجوزي، وتبقى زيادة الأجر للمجاهدين على القَعَدة ناهضة بهم شاهدة بفضلهم. أما تضمينه العطاء كما ذكر البعض فلانتشار شؤونه وعدم دخول (على) عليه سوَّأ إلينا التمسك به فلا يُستدل به على غرضه وأما إسقاط الجار فاعدلْ عنه فمَسْلكه وعْر التَورُّد، وأما الحال فلا تتقدم على صاحبها. ويبقى التضمين كالمولود الجديد يحتاج إلى من يترجم عنه معاني النظر.