للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع: يعمل معنى ولفظاً ولا يعمل حكما: لا غُلامَ لزيدٍ.

الخامس: يعمل حكماً ولا يغيّر ولا يؤثر في لفظٍ: علمت لزيدٌ منطلق.

السادس: لا يعمل في أفي وجهٍ من الوجوه (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) وهي عندي للتعجب - فبأي رحمة من اللَّه لنت لهم! وأما من حيث تسميتها: فقد سماها المبرد: حروف إضافة، تضيف معاني الأفعال قبلها إلى الأسماء بعدها، ولعل سيبويه اقتبس مصطلح الإضافة من الخليل، ولكنه سماها هو ومَنْ بعده من البصريين حروف جر، وجعل منها ملازماً للجر، ومنها غير ملازم كـ خلا وعدا وحاشا، وسماها أبو علي الفارسي: حروف جر تجر ما بعدها، وعلل ذلك أن الكسرة من الياء، والياء مخرجها من وسط اللسان. وسماها الكسائي: حروف صفات، تقع صفات لما قبلها من النكرات. وعلَّل ابن يعيش تسميتها - حروف تقوية - لأنها توصل الفعل الضعيف إلى معموله، فالأفعال قبلها ضعُفت عن وُصولها إلى الأسماء بعدها. وسماها ابن سيده: عناصر ارتباط، تربط اسماً باسم، أو اسماً بفعل، أو فعلاً بفعل، أو جملة بجملة، وسماها الفراء والزجاجي: خوافض، ولا خلاف في كون المعنى المستعمل فيه الحرف جزئياً ملحوظا للغير، وإنما اختلفوا في كون هذا الجزئي هو الموضوع له أولاً، ذهب إلى الأول العضُد والسيد ومن وافقهما فقالوا: معاني الحروف جزئيات وضْعاً واستعمالا (فمن) مثلاً موضوعة لكل فرد من الابتداءات الجزئية الملحوظة للغير مستحضرة لكلي يعمها، وذهب إلى الثاني الأوائل فقالوا: هي كليات

<<  <  ج: ص:  >  >>