للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توحيده وقيل: ضمن معنى (فاذهبوا).

وقال البيضاوي: استقام تتعدى بـ في. استقيموا في أفعالكم متوجهين إليه.

وذكر الآلوسي: استووا في التوجه إليه على التوحيد الخالص من الشرك. وفي اللسان: ترك الشرك والتزام الطاعة

أقول: إن تضمين استقام معنى (انقاد) أدنى إلى السياق وألصق به من (ذهب أو استوى أو وجّه) فانقاد إلى اللَّه معناها لزم الطاعة، واستقام على المنهج وقد عطف عليها ربنا الاستغفار وهو توبة من ذنب وأوبة إلى صواب.

فمن انقاد إلى اللَّه فقد استقام على طريقه، والتزم بمنهج شريعته. فالعلاقة بين المضمن والمضمن فيه سبب ونتيجة، فمن أخذ بالأسباب بلغ المراد. وتنتهي الآية بالكشف عن شناعة جريمة الشرك، فالويل كل الويل للمشركين لقد اشترط التضيمن الاستقامة في السلوك: فما كل توجه إلى اللَّه يسلم من صور الشرك، ولا كل توجه إليه يكون خالصا من حظوظ النفس، ومن غلبة الهوى وصنوف الشرك.

فهذه الحروف إنما جعلت سُلَّما إلى تحصيل المطلوب مما عَزُب من معاني أفعالها، ودق مسلكه، ونزح به غرضه، نتوصل إلى معرفتها بإلطاف النظر على وجه مستطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>