للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مدرسة، اشتغلت (١) بها، وكنت مقيما بها، ووقف عليها أملاكا جيّدة، ووقف على الفقراء بأسنا أملاكا جيّدة، وانتهت إليه الرّئاسة بالصّعيد.

وكان قوىّ النّفس، كثير العطاء، محافظا على رياسة دنياه، واقفا مع هواه، وكان مقصودا ممدّحا مهيبا يخاف منه، يعطى الآلاف فى الأمر اللّطيف (٢)، حتى يقهر معانده، قال لى القاضى سراج (٣) الدّين الأرمنتىّ: إنّه انصرف منه/ على نيابة الحكم (٤) بقوص ثمانون ألف درهم، وكان يجلس بكرة النّهار فلا يكاد أن يبقى بأسنا أحد ممّن له عدالة أو رياسة إلا ويأتى إليه.

وصادره الأمير سيف الدّين كراى المنصورىّ فى آخر عمره، وأخبرنى بعض العدول أنّه أخذ منه مائة ألف وستّين ألف درهم، وحصل له من ذلك نكاية، وتوجّه إلى مصر، فتمارض فمرض، فتوفّى فى رجب سنة أربع وسبعمائة، ومولده سنة أربع (٥) وأربعين [وستّمائة]. فيما أخبرنى به بعض أقاربه، وسأذكره فى مواضع من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

(٥٤ - أحمد بن علىّ بن وهب القشيرىّ (*))

أحمد بن علىّ بن وهب [بن مطيع] القشيرىّ، الشّيخ تاج الدّين ابن الشّيخ مجد الدّين (٦) أبى الحسن بن دقيق العيد، القوصىّ المولد، المنفلوطىّ المحتد، اشتغل بالفقه


(١) فى س و ا و ب: «اشتغل بها».
(٢) شك الباشر الأول فى هذا التعبير فقال فى الهامش:
«كذا فى النسخ كلها، ولعله [فى الأمر الضعيف]»، ولا حق للناشر فى هذا الشك، فالتعبير سليم، وقد استعمله المؤلف فى كتابه الطالع غير مرة.
(٣) هو يونس بن عبد المجيد، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٤) نيابة الحكم هى القضاء، ونواب الأحكام هم القضاة.
(٥) فى المنهل: «سنة ٦٤٦».
(*) انظر أيضا: السلوك ٢/ ٢٥٢، والدرر الكامنة ١/ ٢٢٢، والمنهل الصافى ١/ ٣٧٦.
(٦) ستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>