للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«يأتى من بعدى رجل من المغرب يكون له شأن»، فقدم الشيخ إبراهيم فزار الجبّانة، ثمّ أتى مكانا ووقف وغرز (١) عكّازه، وقال: «هاهنا سمعت الأذان والإقامة».

ثمّ توجّه إلى الحجاز، ورجع فوجد أهل البلد بنوا هناك رباطا (٢)، فأقام به وتزوّج، وولد له ولد صالح يسمّى محمدا.

وتوفّى الشيخ بقنا يوم الجمعة، مستهلّ صفر سنة ست وخمسين وستّمائة،/ وقبره يزار، وتوفّى ولده محمد بشنهور، حصل له حال فتوسوس، وذكروا أنّ والده كان يقول: «يحصل لا بنى شئ ولا (٣) يجد من يداويه منه ويموت به»، وكان كذلك.

وأمّه- زوجة الشيخ- أيضا مشهورة بالصلاح تزار، دفنت بالقرب من زوجها، فيقال إنّه جرّب من وقف بين قبريهما ودعا وسأل حاجة تقضى.

(١٦ - إبراهيم بن علىّ بن الفهّاد القوصىّ (*))

ابراهيم بن علىّ المنعوت بالبرهان، يعرف بابن الفهّاد القوصىّ، كان من الفقهاء المتّقين، والقضاة المتورّعين، سار فى الأحكام أحسن سيره، وسلك فيها ما يرضى عالم العلانية والسريره، وكان قليل الرّزق مضيّقا عليه فى كثير من الأوقات، لا يجد القوت، رأيته فى الشتاء مرّات بمئزر صوف، وفى بعض الأوقات عرضيا (٤) قطنا، وبعضها فوطة من صنعة البلاد، على حسب الوجدان.


(١) فى التيمورية: «ثم نزل إلى مكان ووقف وغرس عكازه».
(٢) انظر فيما يتعلق بالرباط والربط: الحاشية رقم ٢ ص ٤٢.
(٣) فى س: «فلا يجد».
(*) انظر أيضا: الدرر الكامنة ١/ ٤٦.
(٤) منصوبة على تقدير «يلبس» أو «رأيته لابسا»، والعرضى: نوع متواضع من الثياب.

<<  <  ج: ص:  >  >>