للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تلك التّربة مكانا يصلّى فيه ويقرأ فيه الحديث، وهو مكان جيّد، فلمّا وصل نعشه، اشتهى أن يدفن الشّيخ عنده، فدفن عنده، فعزّ على القاضى كونه دفن هناك، وهو مقيم بالمكان الآخر ينتظره، وقام وتوجّه إلى مدرسته، فلمّا توجّه ابنه (١) إليه- وكان يصحبه- بلغنى أنّه أغلق الباب فى وجهه وانزعج عليه، وقال: لا ترجع ترينى وجهك، فتوجّه من عنده، وجرى كلام كثير، واقتضى الحال أنّ بعد مضىّ جزء من الليل، أخرجوه (٢) من القبر، وجعلوه فى المكان الذى قصده القاضى، ثمّ إنّ ابنه توجّه إلى القاضى، وانصلح حاله معه.

وأخبرنى بهذه الحكاية جماعة من أصحابنا الثّقات، واشتهرت بقوص حتّى بلغت مبلغ التّواتر [رحمه الله تعالى].

(٤٥٢ - محمد بن عثمان، شرف الدّين الدّندرىّ)

محمد بن عثمان، المنعوت شرف الدّين، الدّندرىّ، أخو سراج الدّين المذكور قبله، كان من القرّاء الفقهاء الصلحاء، قرأ القراءات على شيخ أخيه ابن (٣) حفاظ المذكور، وسمع الحديث من الشّيخ الحافظ تقىّ الدّين أبى الفتح محمد القشيرىّ وغيره، واستوطن قنا ودرّس بها، وناب فى الحكم عن قاضيها، وقرأ النّاس عليه القراءات، وكان متعبّدا متديّنا، صدوقا متقنا، ملازما للاشتغال إلى أن توفّى بقنا.

وكانت وفاته يوم السبت لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وسبعمائة.

وولد بدندرا، وهى بلدة قديمة جاهلية فى الجانب الغربىّ، فى مقابلة قنا، خرج منها جماعة من الفضلاء والفقهاء، وقد تقدّم (٤) ذكرها.


(١) أى ابن المتوفى صاحب الترجمة.
(٢) أى صاحب الترجمة سراج الدين محمد بن عثمان.
(٣) هو عبد السلام بن عبد الرحمن، انظر ترجمته ص ٣٢٠.
(٤) انظر ص ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>