للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دقيق العيد، قال: فلمّا كان اللّيل جعل الفقير يكبّس الشّيخ وقال له: يا سيّدى أيّما أحبّ إليك، أن يكون اثنان/ يدعوان لك، وإلّا واحد يدعو [لك] وآخر يدعو عليك؟ فقال: اثنان يدعوان، فقال: الخطابة [بقوص] تكون بين الاثنين، وابن دقيق العيد رجل صالح، فقال: تكون بينهما، فأصبح قال للقطب بذلك فامتنع، فتمّ الأمر للشّيخ تقىّ الدّين.

وكان ممّا حقده الصّاحب على القطب (١) أنّه قال: هذا الشّيخ تقىّ الدّين، أبوه الشّيخ مجد الدّين رجل صالح، فقال القطب: فأنا أبى نصرانىّ؟ ثمّ استدرك فعلم أنّ سعيه لا يفيد، فاستقرّت الخطابة للشّيخ وأولاده.

(٤٣٦ - محمد بن عبد الرّحمن بن عبد الوهاب الأسنائىّ (*))

محمد بن عبد الرّحمن بن عبد الوهاب الأسنائىّ، ينعت بالبهاء، فقيه فاضل فرضىّ، تفقّه على الشّيخ بهاء الدّين هبة الله القفطىّ، وقرأ عليه الأصول والفرائض والجبر والمقابلة، وكان يقول له: إن اشتغلت ما يقال لك إلّا الإمام.

وكان حسن العبارة، ثاقب الذّهن ذكيّا، وفيه مروءة بسببها يقتحم الأهوال، وأريحية يرتكب بسببها الأخطار، متنقلا يسافر فى حاجة صاحبه اللّيل والنّهار، ويقطع الفيافى والقفار، ترك الاشتغال بالعلم وتوجّه إلى تحصيل المال فما حصل عليه، ولا وصل إليه.

بلغنا أنّه توفّى بمدينة قوص ليلة عيد الأضحى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، تجاوز الله عنه.


(١) يعنى قطب الدين محمد بن عبد الرحمن صاحب الترجمة فى الأصل.
(*) انظر أيضا: الوافى بالوفيات ٣/ ٢٤١، والدرر الكامنة ٣/ ٤٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>